JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

مقالة جدلية حول الفرضية السنة الثالثة ثانوي جميع الشعب. هل يمكن الاستغناء عن الفرضية في المنهج التجريبي

مقالة جدلية حول الفرضية السنة الثالثة ثانوي جميع الشعب هل يمكن الاستغناء عن الفرضية في المنهج التجريبي 

مقالة الفرضية باك 2025 خاص بالسنة الثالثة ثانوي شعبة : علوم تجريبية + رياضيات تسيير واقتصاد + تقني رياضي اداب وفلسفة (الفصل الثالث) لغات اجنبية .نطرحها لكم طلابنا الاعزاء في موقع ثقافة قلم دوت كوم التعليمي بمنهجية صحيحة وهي كالتالي 

مقالة جدلية :نص السؤال :: هل يمكن الاستغناء عن الفرضية في المنهج التجريبي ؟

الإجابة الصحيحة هي كالتالي 

المقدمة طرح المشكلة:

من المتعارف عليه هو أن كل الاختراعات والاكتشافات العلمية التي عرفتها البشرية في العصر الحديث ، هي سبب ظهور النهضة الصناعية والحضارية ، ويعود الفضل في ذلك إلى مطالبة بعض الفلاسفة بالتخلي عن البحث عن اصل الوجود وعلة العلل وغيرها من الافكار الميتافيزيقية ، والتحول نحو دراسة الظواهر الطبيعية التي تحيط بنا وذلك باستخدام المنهج التجريبي ، هذا المنهج يتكون من ثلاث خطوات من بينها الفرضية و هي تلك الفكرة المسبقة التي توحي بها الملاحظة للعالم ، فتكون بمثابة خطوة تمهيدية لوضع القانون العلمي ، وبعبارة أخرى هي الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في إقامته للتجربة . ولعل هذا ما كان سببا في بروز جدل فلسفي حول قيمة الفرضية باعتبارها فكرة عقلية ، حيث نجد التجريبيين يعترضون عليها ويطالبون بضرورة الاستغناء عنها والاكتفاء بالملاحظة والتجربة، في حين يصر العقلانيون على اهميتها ويؤكدون أن التجريب غير ممكن دونها . وبين هذا وذاك نطرح الإشكال التالي : هل يمكن اقامة تجارب عملية دون الحاجة إلى الفرضية ؟ وبعبارة اخرى : هل الفرضية خطوة ضرورية للاستدلال التجريبي؟

محاولة حل المشكلة

الاطروحة يذهب أنصار الاتجاه العقلي إلى أن الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر ضروري في البحث التجريبي ومن أهم المناصرين للفرضية كخطوة تمهيدية في المنهج التجريبي نجد بونكاري والفيلسوف الفرنسي كلود برنار ) 1878 - 1813 ) حيث يعتقدون بأنه من المستحيل إقامة تجربة دون الاعتماد على الفرضيات التي تعتبر العمود الفقري للمنهج التجريبي ولا جدوى منه في غيابها وهذا ما يعبر عنه كلود برنار بقوله : " إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن " وبالتالي نجد كلود برنار يعتبر الفرض العلمي خطوة من الخطوات الهامة في المنهج التجريبي أما المسلمة المعتمدة في هذه الأطروحة هو أن " العقل أصل المعرفة وبالتالي فهو يعطينا الفكرة التي تنطلق منها في التجربة" ومن الحجج وهو في هذا الصدد نجد أن الانطلاقة الفعلية للتجارب لا تكون من الملاحظة لأن الملاحظة نجدها عند جميع الناس وانما تكون الانطلاقة عندما يتوصل العقل إلى الفرضية المناسبة يقول كلود برنار : « الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع و إليها ترجع كل مبادرة » ويقول ايضا : « ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب مع الفكرة المتكونة من قبل 

كما أن المنهج التجريبي هو عبارة عن ثلاث خطوات منظمة ومرتبة تتبع بعضها البعض حيث تتسبب الملاحظة في طرح تساؤلات تؤدي الى وضع الفرضية المناسبة والتى نتأكد من صحتها بواسطة التجربة وإلغاء التجربة يؤدي إلى حدوث خلل في هذا المنهج وبالتالي يستحيل عليه ان يحقق لنا نتائج علمية ولذا يقول كلود برنار : « إن الحادث يوحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة وتحكمها والتجربة تحكم بدورها على الفكرة » وهذا ما يؤكده ايضا العالم الفرنسي هنري بوانكاري (1854-1912): «ان الملاحظة والتجربة لا تكفيان لإنشاء العلم فمن يقتصر عليهما يجهل صف العلم الأساسية كما أن غياب الفرضية حسبه يجعل كل تجربة عقيمة وهذا ما جعله يصرح : «ذلك لأن الملاحظة الخالصة والتجربة الساذجة لا تكفيان لبناء العلم » مما يدل على أن الفكرة التي يسترشد بها العالم في بحثه تكون من بناء العقل وليس بتأثير من الأشياء الملاحظة ويقدم لنا كلود برنار أحسن مثال يؤكد فيه عن قيمة الفرضية و ذلك في حديثه عن العالم التجريبي " فرانسوا هوبير" ، وهو يقول أن هذا العالم العظيم على الرغم من أنه كان أعمى إلا أنه ترك لنا تجارب رائعة كان يتصورها ثم يطلب من خادمه أن يجربها ، ولم تكن عند خادمه هذا أي فكرة علمية ، فكان هو بير العقل الموجه الذي يقيم التجربة لكنه كان مضطرا إلى استعارة حواس غيره وكان الخادم يمثل الحواس السلبية التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة . و بهذا المثال نكون قد أعطينا أكبر دليل على وجوب الفرضية وهي حجة منطقية تبين لنا أنه لا يمكن أن نتصور في تفسير الظواهر عدم وجود أفكار مسبقة و التي سنتأكد على صحتها أو خطئها بعد القيام بالتجربة .

النقد : صحيح أن الفرضية ضرورية للتجريب ولا غنى عنها ولكن كثيرا ما تكون الفرضيات غيبية لا تتلاءم مع الروح العلمية خاصة اذا اعتمد فيها الباحث على خياله الواسع .

نقيض الاطروحة: وفي الجهة المقابلة نجد أنصار الفلسفة التجريبية و الذين يقرون بأن الحقيقة موجودة في الطبيعة و الوصول إليها لا يأتي إلا عن طريق الحواس أي أن الذهن غير قادر على أن يقودنا إلى حقيقة علمية, وبالتالي يجب الاستغناء عن الفرضية لأنها تعتبر عائق يقف في وجه التجربة العلمية

فالفروض جزء من التخمينات العقلية لهذا نجد هذا الاتجاه يحاربها بكل شدة ؛ حيث نجد على رأس هؤلاء الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت مل ( 1806 1873 ) الذي يقول فيها « إن الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ، ولهذا يجب علينا أن نتجاوز هذا العائق وننتقل مباشرة من الملاحظة إلى التجربة » وينطلقون من المسلمة القائلة : "العقل يولد صفحة بيضاء ويستحيل عليه ان يعطينا افكارا قابلة للتجربة وحججهم على ذلك هي أن الفرضية حسب النزعة التجريبية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على الخيال والتخمين المعرض للشك في النتائج - لأنها تشكل الخطوة الأولى لتأسيس القانون العلمي بعد أن تحقق بالتجربة - هذا الذي دفع من قبل العالم نيوتن إلى القول : « أنا لا أصطنع الفروض » كما نجد "ما جندي" يرد على تلميذه كلود برنار : اترك عباءتك ، و خيالك عند باب المخبر » حيث يؤكد أن الفرضية تقيد الملاحظة فيصبح العالم أسير أوهامه وتخيلاته اللامتناهية وهو ما ينعكس سلبا على التجربة ويحول دون إدراك الحقيقة العلمية ويشوه صورتها الصادقة. حيث نجده يقول " إن الملاحظة الجيدة تغنينا عن سائر الفروض " وقد استبدل ميل الفرضية بمجموعة من القواعد سماها بقواعد الاستقراء متمثلة فيما يلي :

-1- قاعدة التلازم في الحضور : مفادها اذا حضر السبب ستحضر النتيجة كمثال ويلز في تفسيره لظاهرة الندى حيث استنتج أن الجسم الصلب كلما كانت درجة حرارته أقل من الهواء الخارجي تشكل الندى على سطحه .

- 2- قاعدة التلازم في الغياب : مفادها اذا غاب السبب ستغيب النتيجة حتما مثلا اذا غاب تبخر المياه غابت ظاهرة سقوط المطر

-3- قاعدة التغير النسبي مفاده اذا تغير السبب ستتغير النتيجة حتما ، ومثال ذلك كلما غيرنا من درجة الحرارة اتخذ الماء حالة فيزيائية مختلفة ، فاذا كانت درجة الحراراة تصل الى 100 سيغلي الماء واذا كانت درجة الحرارة تحت الصفر سيتجمد الماء .

4- قاعدة البواقي . مفاده ان الباقي من الاسباب يرجع الى الباقي من النتائج ، مثال لوفيريي في تفسيره للانحراف في مدار كوكب اورانوس ، حيث رد الجزء الى الكل و أستنتج ضرورة وجود كوكب مجهول يؤثر على مدار اورانوس ، و هذا الكوكب هو نبتون الذي اكتشفه غال Gall سنة 1846 وهذه القواعد حسب " ميل " تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية .

النقد: صحيح أن الفروض كثيرا ما تكون خارج الإطار العلمي وتعيق التجريب ولكن النزعة التجريبية قبلت المنهج الاستقرائي وقواعده لكنها تناست أن هذه المصادر هي نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض أليس من التناقض أن نرفض هذا ونقبل بذاك

التركيب 

من الرأيين السابقين ندرك أن الفرضية شرط ضروري للتجريب ويستحيل علينا الاستغناء عنها ولكن ينبغي ان تكون نابعة من الروح العلمية بعيدا عن الغيبيات لقد أحدثت فلسفة العلوم ) الابستمولوجيا ) تحسينات على الفرض - خاصة بعد جملة الاعتراضات التي تلقاها من النزعة التجريبية -ومنها : أنها وضعت لها ثلاثة شروط ( الشرط الأول يتمثل : أن يكون الفرض منبثقا من الملاحظة ، الشرط الثاني يتمثل : ألا يناقض الفرض ظواهر مؤكدة تثبت صحتها ، أما الشرط الأخير يتمثل : أن يكون الفرض كفيلا بتفسير جميع الحوادث المشاهدة ) ، كما أنه حسب عبد الرحمان بدوي " (1917 - 2002)

لا نستطيع الاعتماد على العوامل الخارجية لتنشئة الفرضية لأنها برأيه مجرد فرص ومناسبات لوضع الفرض بل حسبه أيضا يعتبر العوامل الخارجية مشتركة بين جميع الناس ولو كان الفرض مرهونا بها لصار جميع الناس علماء وهذا أمر لا يثبته الواقع فالتفاحة التي شاهدها نیوتن شاهدها قبله الكثير لكن لا أحد منهم توصل إلى قانون الجاذبية . ولهذا نجد عبد الرحمان بدوي يركز على العوامل الباطنية ؛ « ... أي على الأفكار التي تثيرها الظواهر الخارجية في نفس المشاهد « كما أن الكثير من الاكتشافات العلمية كان الفضل فيها يعود الى الفرضية فقط كما هو الشأن مع لويس باستور الذي افترض ان الهواء يحتوي على جراثيم وهي التي تسبب التعفن رغم انه لم يتمكن من ملاحظة ذلك

الخاتمة حل المشكلة : 

نستنتج في الأخير أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار دور الفرضية أو استبعاد آثارها من مجال التفكير عامة ، لأنها من جهة أمر عفوي يندفع إليه العقل الإنساني بطبيعته ، ومن جهة أخرى وهذه هي الصعوبة ، تعتبر أمرا تابعا لعبقرية العالم وشعوره الخالص وقديما تنبه العالم المسلم الحسن بن الهيثم ( 965 - 1039 ) - قبل كلود برنار _ في مطلع القرن الحادي عشر بقوله عن ضرورة الفرضية « إني لأصل إلى الحق من آراء يكون عنصرها الأمور الحسية و صورتها الأمور العقلية » ومعنى هذا أنه لكي ينتقل من المحسوس إلى المعقول ، لابد أن ينطلق من ظواهر تقوم عليها الفروض ، ثم من هذه القوانين التي هي صورة الظواهر الحسية . وهذا ما يأخذنا في نهاية المطاف الى التأكيد على قيمة الفرضية





الاسمبريد إلكترونيرسالة